الصياغات التشکيلية والبعد التکنولوجي لشکل الحيوان في فنون ما بعد الحداثة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية النوعية/ جامعة الفيوم

المستخلص

تمثل فنون ما بعد الحداثة فصلاً جديدًا ومختلفًا تمامًا في تاريخ الفن، حيث نتج عن ذلک التحول مفاهيم وقيم جمالية جديدة امتزجت مع المتغيرات الجديدة للمجتمعات، تأثرًا بالتحول من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعرفة والمعلوماتية، فمثلت فنون ما بعد الحداثة التطور الطبيعي للفکر الإنساني المصاحب للتطورات التکنولوجية، وظهرت صياغات تشکيلية لشکل الحيوان مغايرة عما کانت عليه قبل فنون ما بعد الحداثة، من حيث تناول الموضوعات غير التقليدية، و الخامات، والتي زادت مع ضيق الفوارق بين مجالات الفنون المختلفة، وکذلک تنوع البعد التکنولوجي في التناولات الفنية.
 
مشکلة البحث:
ويمکن صياغة مشکلة البحث في السؤال التالي:
کيف تنوعت الصياغات التشکيلية لشکل الحيوان في فنون ما بعد الحداثة؟

تمهید:

تمثل فنون ما بعد الحداثة فصلاً جدیدًا ومختلفًا تمامًا فی تاریخ الفن، حیث برز عصر جدید فی الفترة التی أعقبت الحرب العالمیة الثانیة، نظرًا للتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة والتکنولوجیة، التی ألمت بالمجتمعات الغربیة، وانعکاس تلک التغیرات على الاتجاهات الفنیة، فکان هناک تحول جذری فی الاتجاهات الفنیة، والصیاغات التشکیلیة، واستخدمت خامات جدیدة بتقنیات وأسالیب غیر مسبوقة أزالت الفوارق بین مجالات الفنون من التصویر والنحت، واختلطت بفنون الأداء کالتمثیل والموسیقى، مضیفة لهم الفنون المرتبطة بالتکنولوجیا، وتجاوز الأمر ذلک إلى اختلاط الفن بـ"اللافن"، ودخلت معاییر جدیدة أدت إلى تحول جذری فی الفنون، "للبحث عن قیم مغایرة ومعاییر جدیدة للفن، وقد جاءت بمثابة تغییر فی الأسلوب والمناخ وانفتاح الفن على اللانهائیة، والبحث عن وسائل جدیدة للتعبیر، وأشکال جدیدة خارج المتاحف وقاعات العرض"([1])، حیث نتج عن ذلک التحول مفاهیم وقیم جمالیة جدیدة امتزجت مع المتغیرات الجدیدة للمجتمعات، تأثرًا بالتحول من المجتمع الصناعی إلى مجتمع المعرفة والمعلوماتیة، فمثلت فنون ما بعد الحداثة التطور الطبیعی للفکر الإنسانی المصاحب للتطورات التکنولوجیة، حیث أفرز ذلک التحول مفاهیم وقیمًا وصیاغات تشکیلیة لشکل الحیوان مغایرة لما کانت علیه فیما قبل فنون ما بعد الحداثة، من حیث تناول الموضوعات غیر التقلیدیة، وکذلک الخامات، والتی زادت مع ضیق الفوارق بین مجالات الفنون المختلفة، ممتزجة مع المتغیرات الجدیدة التکنولوجیة، حیث کان للمجتمع اﻟتکنولوجی حضور عکسته ﻓﻨون ما بعد الحداثة، فانتهت فیه اﻟﺤدود الفاصلة والهویات بین اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت، مما انعکس على تعدد الصیاغات التشکیلیة لشکل الحیوان، فأتت فنون ما بعد الحداثة لتکوّن خلیطًا ممتزجًا من الفنون والعلوم یتیح تجربة کل شیء، مع استدعاء الجذور التراثیة الإنسانیة، والبحث فی قدیم الفن، أملاً فی استعادة المشاهد وإنهاء حالة القطعیة التاریخیة إلى الانفتاح الکامل وما تبعه من تغیرات للصیاغات التشکیلیة المتعددة فی تناول شکل الحیوان، تأثرًا بالقیم التشکیلیة والمفاهیمیة، والتی قد تصعب على الجمهور تلقی وتفسیر العمل الفنی، إلا إذا کان على قدر من المعرفة بالأسلوب والاتجاه الفنی، وکذلک الوعی بالمضامین التعبیریة والرمزیة لشکل الحیوان، والشکل الذی یمثل هیئة العمل الفنی ووجوده المادی.

مشکلة البحث:

من خلال العرض السابق واطلاع الباحث على العدید من الدراسات والبحوث العلمیة المعنیة بدراسة فنون ما بعد الحداثة، ومع التغیرات الحادثة فی العمل الفنی فی فنون ما بعد الحداثة، حیث تعددت صیاغات تناول العنصر الحیوانی وأشکاله، تبرز الحاجة إلى الدراسة والبحث والتقصی لغرض کشف التحولات فی الصیاغات التشکیلیة لحقبة ما بعد الحداثة، التی أثرت بشکل مباشر على الصیاغات التشکیلیة لشکل الحیوان، وکذلک دراسة عوامل وسمات التغیرات فی تلک الصیاغات التشکیلیة المتعددة.

ویمکن صیاغة مشکلة البحث فی السؤال التالی:

          کیف تنوعت الصیاغات التشکیلیة لشکل الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة؟

أهداف البحث:

1-   الکشف عن الصیاغات التشکیلیة والأبعاد التکنولوجیة لشکل الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة.

2-    تصنیف الأعمال الفنیة التی تعتمد فی تناولها على شکل الحیوان، وفقًا لصیاغاتها التشکیلیة وأبعادها التکنولوجیة.

فروض البحث:

1-   یمکن الکشف عن الصیاغات التشکیلیة والبعد التکنولوجی لشکل الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة.

2-    یمکن تصنیف الأعمال الفنیة التی تعتمد فی تناولها على شکل الحیوان وفقًا لصیاغتها التشکیلیة، والبعد التکنولوجی لها.

أهمیة البحث:

1-   تکوین خبرة جدیدة بالتغیر الذی طرأ على شکل الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة.

2-   عرض وتصنیف بعض الأطر الفنیة والإبداعیة لمختارات من الأعمال الفنیة فی فنون ما بعد الحداثة وفقًا للصیاغات التشکیلیة والأبعاد التکنولوجیة.

حدود البحث:

حدود زمانیة:

-        تناول شکل الحیوان فی فترة فنون ما بعد الحداثة.

حدود موضوعیة:

-        تناول مختارات من الأعمال النحتیة المجسمة الممثلة لشکل الحیوان فی فترة فنون ما بعد الحداثة.

 

مصطلحات البحث:

الصیاغات التشکیلیة:الصیاغات التشکیلیة من المصطلحات المرکبة، ولمعرفة معناه لغة یتطلب تفکیکه إلى "صیغة" و"تشکیلیة"، و"الصیغة" فی اللغة: مشتقة من الفعل صاغ الشیء صوغًا وصیاغة: صنعه على مثال مستقیم، وصاغ المعدن: سبکه، وصاغ الکلمة: اشتقها على مثال، وصاغ الکلام: هیأه ورتبه. والصیغة: المصوغ، واستُعمل کثیرًا فی الحلی، وصیغة الأمر کذا وکذا هیئته التی بنی علیها، وصیغة الکلمة هیئتها الحاصلة من ترتیب حروفها وحرکاتها"([2]).

وأما "التشکیلیة" فهی: "مصدر صناعی مشتق من شکل، والشکل: هیئة الشیء وصورته، والشبه والمثل، والشکل فی علم الهندسة: هیئة للجسم أو السطح محدودة بحد واحد کالکرة، أو بحدود مختلفة کالمثلث والمربع"([3])

ویعرف الباحث إجرائیًّا الصیاغات التشکیلیة بأنها: طریقة تجمیع أو تنظیم أو بناء تشکیل عناصر العمل الفنی، ومدى تأثیر کل عنصر على الآخر فی هیئة العمل الخارجیة، وتمثل رؤیة الفنان للموضوع بشکل متکامل.

 

البعد التکنولوجی: انتشار الوسائط التکنولوجیة، واستخدام الآلات والماکینات والکمبیوتر، واستخدام الضوء واللیزر والهولوجراف عاملًأ مؤثرًا فی الأعمال النحتیة فی فترة ما بعد الحداثة، ویعد فن "النحت من أهم الفنون التی تعتمد بشکل کبیر ومتنوع على الإستخدامات التکنولوجیة فی ظل تغیر الأفکار والإتجاهات"([4]).

ویعرف الباحاث إجرائیًأ البعد التکنولوجی بأنه: الإسهامات التکنولوجیة والتقنیة واسعة التأثیر على التطور فی الأفکار والاتجاهات والتناولات فی الفن التشکیلی.

 

ما بعد الحداثة: مصطلح ما بعد الحداثة لفظًا قد اشتُق تسمیته من کلمة "الحداثة" اشتقاقًا، فهو یحیل من ناحیة الاشتقاق على مرحلة بعدیة تالیة للحداثة، أو تتابع وتوالٍ زمنی، أی مرحلة تاریخیة تالیة محددة، وهو ما یمکن مقابلته بمصطلح Postmodernism)) فی اللغة الإنجلیزیة، وقد تم تعریفها بقاموس أوکسفورد الإنجلیزی على أنها "أسلوب ومفهوم یعود إلى أواخر القرن العشرین فی الفنون، والهندسة المعماریة، والنقد، وهو ما یمثل خروجًا على الحداثة، ویمتاز بالاستخدام الذاتی للأنماط والمواثیق السابقة، ومزیجًا من الأسالیب الفنیة والإعلامیة المختلفة"([5])، وقد عُرّف المصطلح بحسب معجم مصلحات الفنون الجمیلة على أنه "مصطلح بدأ استخدامه فی مطلع السبعینیات من القرن العشرین یدل على مجموع الاتجاهات الفنیة التی نجمت عن التحول من المجتمع الصناعی إلى مجتمع المعرفة والمعلوماتیة. وتتمیز الأعمال الفنیة فی تلک الفترة بإعادة قراءة الموروث الفنی من البدایات الفطریة والبدائیة إلى الحرکات الطلیعیة فی بدایة القرن العشرین، کما تمزج فنون ما بعد الحداثة بین مختلف الطرز فی سبیل إنتاج طراز موحد. وتم الخلط وإزاحة الفواصل بین مجالات الفن التشکیلی من رسم وحفر وتصویر وعمارة وغیرها، لیتحول العمل الفنی إلى استعراض سمعی بصری حرکی. ومع إزاحة هذه الفواصل بین مجالات الفن، تعددت الأسالیب وتداخلت المعاییر الجمالیة، کما صار التجدید هدفًا بحد ذاته، وتغیر مفهوم العملیة الإبداعیة فی الوقت نفسه"([6]).

منهجیة البحث:

تعتمد الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی فی تحقیق الآتی:

     أولاً: العوامل المؤثرة على تشکیل عنصر الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة.

ثانیًا: المتغیرات المصاحبة لمفاهیم ما بعد الحداثة.

ثالثًا: تصنیف لبعض الصیاغات التشکیلیة لعنصر الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة.

1-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على المفهوم الرمزی لشکل الحیوان.

2-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على الأسلوب التکنولوجی لشکل الحیوان.

3-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على الرؤیة الواقعیة لشکل الحیوان.

4-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على المدلول الفلسفی لشکل الحیوان.

5-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على الدور الوظیفی لشکل الحیوان.

6-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على البناء الترکیبی لشکل الحیوان.

أولاً: العوامل المؤثرة على تشکیل عنصر الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة.

السمات التی تناولت عنصر الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة تتخطى ﻛــل التصنیفات الفنیة، وتقـــﺎوم التقنیین والتحدید، وتتعدى اﻟﺤـــدود اﻟﻤﺘﻌـــﺎرف علیها ﻓـی اﻟﻔﻨـــون التقلیدیة، سعیًا إﻟـــﻰ تجاوز قواﻋـــد التشکیل الکلاسیکیة، لکن برغم هذا هناک سمات عامة ظهرت فی فنون ما بعد الحداثة، وانعکست على الطرق المختلفة التی تناولت عنصر الحیوان، أهمها:

1-     التعددیة:

ظهور التعددیة الثقافیة والتحرر من الرؤیة الفردیة للفنان وانتهاء سمة تفرد الأسلوب، لکنها لا تقضی على خصوصیة الفنان، بسبب انفتاح فنان ما بعد الحداثة على معطیات التراث الفنی، منقبًا عن صیغ فنیة جدیدة تجعله أکثر قربًا من الواقع، کما هی الحال فی الفنون المفاهیمیة التی استخدمت صیاغات تشکیلیة للعنصر الحیوانی بأسلوب کلاسیکی، ولکن حسب مفهوم الفنان فی استخدام عنصر الحیوان، محاولاً دمج الطرز القدیمة والحدیثة للانفتاح على المستقبل، وهذه السمة أکد علیها محسن عطیة، فوصف "ما بعد الحداثة بأنها تحمل سمة التعددیة، التی جاءت نتیجة الانفتاح على العالم، والتعبیر عن الحیاة الواقعیة، والتی تزخر بالمتناقضات بما فیها من جد وهزل"([7])، والتعددیة –کما یراها عفیف البهنسی- هی المنقذ للفن من سیطرة ذاتیة الفنان، والعدمیة التی أحدثتها فنون الحداثة، حین أکد على أن "التحرر من النظرة الوحدانیة وتنویع الرؤیة بأی اتجاه، مما أطلق علیه بالتعددیة Plurality"([8]).

2-     المعاییر الجدیدة:

ظهرت فنون ما بعد الحداثة مرتبطة بأسالیب ومعاییر فلسفیة کالتفکیکیة، التی رفضت الأسس الثابتة، وکذلک التولیفیة، وفیها عولجت العناصر المتنافرة بشکل متقارب، والتهجین الذی قام على مبدأ التجریب والابتکار فی أسالیبه بمختلف الإمکانات والمواد، واستبدال مفهوم المحاکاة بفکرة المونتاج، وتعد جمیعها معاییر تناول جدیدة انعکست على الصیاغات التشکیلیة للأعمال الفنیة فی فنون ما بعد الحداثة، ومنها التی تناولت العنصر الحیوانی، وهی المعاییر التی تحدث عنها محسن عطیة فی وصفه لمنطق التفکیک والتلصیق والتولیف. أما "المونتاج" فهو البدیل عن مفهوم المحاکاة. وهکذا سمح للفنان بمزج الأسالیب السابقة فی عمله الفنی. ونشأت مفاهیم اللانقاء والهجینیة والتقلیدی والتهکمی والقصصی التمثیلی، کبدائل عن معاییر الفن فی العصر السابق، ومنها اللاشکلیة والأداء التسییلی، والعفویة والارتجالیة([9])، وهذه المعاییر الجدیدة من التولیف والتهجین ظهرت فی الفنون التنصیبیة والمفاهیمیة، التی تناولت العنصر الحیوانی والتی جمعت المتناقضات معًا.

3-     الفکر مقابل التقنیة:

ظهر فی فنون ما بعد الحداثة فکر واعٍ یتجاوز التقنیات القدیمة، کاشفًا بانطلاقاته اللامحدودة عن أنها تعکس عصر التقنیة، "وتداخلت فروع الفن وذابت الحواجز بینها، فأدخلت تقنیات فن فی تقنیات فن آخر"([10])، وظهر مسمى الفنون اللاشکلیة التی اعتمدت على التجریب والابتکار فی أسالیب العمل بمختلف التقنیات والمواد، دون التقید بأی أنساق محددة، حیث کان العمل الفنی یسیر وفق قوانین صارمة فی بناء العمل فی فنون الحداثة، بینما فنون ما بعد الحداثة "لا تهتم تمامًا بمرکز التکوین، بل أصبحت الأعمال بلا مرکز أصلاً، حیث تباعدت العناصر وتفارقت وأصبح ما یربط بینها من علاقات هو الأهم من الترکیز على مکان واحد أو مرکز یوضع به أهم العناصر"([11])، فتجاوز التقنیات القدیمة والنمطیة أمر اعتیادی فی فنون ما بعد الحداثة، بل أصبح سمة عامة، وهناک دومًا فی تکوین العمل الفنی صراع بین الفکر والتقنیة التی لها دور مهم، ولکنه أصبح دورًا ثانویًّا مقارنة بفکر الفنان فی العمل، فنرى فنانی ما بعد الحداثة لا یهتمون بالتقنیة بقدر ما تشغلهم فکرة العمل، فکانت فنون ما بعد الحداثة تتجاوز التقنیة هادفة لتقدیم فکر خاص بالعمل.

4-    العودة إلى التراث:

عودة الفن للتراث لتکوّن أهم سمات فنون ما بعد الحداثة المؤثرة فی الصیاغات التشکیلیة للعنصر الحیوانی، ویرى الناقد فریدرک جیمسون (Fredric Jameson 1934 -) أن سمة الحنین للماضی تأتی على اتجاهین "الأول استرجاع الماضی فی فترات محددة أو کاملة، یتضح من خلالها الأسلوب أو المناخ السائد فی فترة ما بعینها، بصورة ملموسة وواضحة تاریخیًّا. أما الثانی فیعید التجربة مجددًا بشکل یکمن فیه الحنین للماضی، لتستوعبه الأجیال الجدیدة التی لا تحظى بمعایشته، أو إشباعًا لمشاعر وذکریات الأکبر سنًّا للاستمتاع بجمالیاتها مرة ثانیة، بهدف إحیاء الماضی بصورة جدیدة بعیدًا من التمثیل أو الحرفیة"([12])، وهو ما یؤکد على البعد التاریخی لفنون ما بعد الحداثة وعودتها للتراث، حیث تتمتع بقدر کبیر من احتواء أشکال ثقافیة متعددة، من خلال تواصلها مع الحضارات السابقة. واختصر عفیف البهنسی دور فنون ما بعد الحداثة فی تعاملها مع الماضی بتعبیره "ومهمة الحداثة البعدیة تأویل الماضی على ضوء المستقبل"([13]).

5-    الثقافة الجماهیریة:

تغیرت الثقافة الجماهیریة التی اتسعت قاعدتها، بعیدًا عن الطبقة البرجوازیة التی کانت هدفًا للفن والفنانین، وهذا الاتساع فی حد ذاته یعد تغیرًا فی الثقافة الجماهیریة، التی بدأت فی متابعة الأعمال الفنیة، بل والمساهمة فیها أیضًا، وبحلول فنون ما بعد الحداثة خرج الجمهور من دور المشاهد إلى دور المشارک، ویؤکد محسن عطیة فی الکثیر من مؤلفاته تغیر ثقافة الجمهور، حیث "مارس الفنان عمله فی الطبیعة ذاتها، وخصص للمشاهد مکانًا داخل العمل الفنی"([14])، فأصبح فکر الجماهیر فکر متعة فی التعامل مع الأعمال الفنیة، ویؤکد المفکر السید یاسین (1933-2017) على المعنى ذاته، حیث أعلنت حرکة ما بعد الحداثة زوال قیود سلطة الفنان بصیاغة العمل الفنی، وأصبح العمل ملکاً للمشاهد، فأصبح العمل الفنی وجمهوره حرًا کعصره الجدید، بعیدًا عن الأسر فی دور العرض، وهو ما أکد علیه محسن عطیة عندما أشار إلى العمل الفنی فی ما بعد الحداثة على أنه "عمل غیر متحفی، فأغلب الأعمال التصقت بالبیئة والمکان الخارجی، وکذلک الاتصال المباشر بالجمهور"([15]). فإن تجاوب المشاهد مع العمل الفنی وإدراک جمالیاته، التی تعتمد فی الأساس على الحوار بین الجمهور والعمل، جعل الفنان یتوجه للخروج من نطاق المتحف والاستغناء عن إقامة المعارض التقلیدیة، لتصبح الطبیعة تتماشى مع الثقافة المجتمعیة والجماهیریة الجدیدة.

ثانیًا: المتغیرات المصاحبة لمفاهیم ما بعد الحداثة.

غیّرت فنون ما بعد الحداثة فی تناول العنصر الحیوانی، حیث مثلت فکرًا تبلور فی الغرب للإشارة للمستوى الثقافی والوعی الفکری الناشئ، جنبًا إلى جنب مع التغیرات المجتمعیة، وکان العنصر الحیوانی فی الفنون والاتجاهات الناشئة یعکس فکرها، وقائمًا بدوره المنوط به بحسب طبیعة الاتجاه الفنی، وهو الأمر الذی یطرح سؤالاً مهمًّا حول التغیرات والمؤثرات التی أثرت على العنصر الحیوانی فی اتجاهات فنون ما بعد الحداثة، والتی یعد أهمها کالتالی:

 

1-    مؤثرات التکنولوجیا:

استخدام معطیات التکنولوجیا العلمیة فی الفنون، والذی ظهرت من خلاله العدید من الاتجاهات فی فنون ما بعد الحداثة؛ کالفنون الرقمیة، وفنون الکمبیوتر، وفنون الفیدیو، وکذلک بعض الفنون المفاهیمیة التی تحتاج إلى توثیق بالفیدیو والتصویر، کفنون الأرض والفنون المفاهیمیة، والتی استعان فیها بمعطیات التکنولوجیا من خلال الصور الفوتوغرافیة، واستخدام التکنولوجیا الحدیثة کالبروجیکتور الضوئی فی نقل الصورة، والتعرف على تفاصیلها الدقیقة، کفنون الهایبرلیزم أو السیبرانیة، مقدما فنونًا غیر متعارف علیها ولیس لها سوابق انتشار، فضلاً عن دورها فی تغییر ثقافة الفنان ذاته، حیث "تتمثل الوسائط التکنولوجیة فی استخدام الآلات والماکینات والروبوت والکمبیوتر، واستخدام الضوء واللیزر والهولوجرافیا والفیدیو، ونتج عن هذه الوسائط فنون اللیزر والهولوجرافیا Laser and Holographic، الفن السیبرانى Cybernetic، والفن الإلکترونی Electronic Art" ([16]).

2-     تجاوز التقنیة:

ثار فنان ما بعد الحداثة على ثبات التقنیة والأسلوب فی الحداثة، فقد یکون العمل الفنی لیس مصنوعًا من قبل الفنان وحده، وقد تجد أکثر من فنان یشترکون فی العمل الفنی الواحد، وفی هذا الاتجاه حاول الفنان تقدیم الفکرة فی عملة، ومثالاً على هذا الاتجاه نجد الفنون المفاهیمیة، وفنون الحدث، وفنون الأداء، واهتم هذا المتغیر بتقدیم أعمال فنیة غیر تقلیدیة بهدف التقارب الفکری مع الجمهور، مستخدمًا أداءً تقنیًا مختلفًا أثر على النمط التقنی المعتاد للوحة والمنحوتة، وهو ما أشار له عفیف البهنسی، مضیفًا أن "أمام هذا التأثیر التقنی المتراکم تحول الفن إلى صناعة مجانیة، إذا لم تخدم الإنسان فی استعمالاته، فإنها أضافت على عناصر الجمال عنصر الحرکة والضوء والمکننة. ولکن هذه الاتجاهات کانت مثیرة للانتباه والقلق على مصیر اللوحة والتمثال"([17])، ففکرة العمل الفنی تحل بأهمیة محل التقنیة بالعمل الفنی، وتصبح أداة صناعة الفن، کالفنون المفاهیمیة المتحررة من المهارة الحرفیة والدقة لتحل محلها معنى الرسالة الغامضة الموجهة من فنان ومفکر، لذا فلا یمکن الجزم بأداء تقنی ثابت لفنون ما بعد الحداثة، فقد انتشرت فی کل الاتجاهات، رافضة حتى تحدیدها، حیث "اتصفت لغة فنان ما بعد الحداثة بکونها هجینة؛ فیها الاتجاه القصصی التمثیلی، وفیها تقنیات تقلیدیة، وفیها التوریه والتهکمیة والمضاهاة الهزلیة، وفیها الإحلال والتبسیط"([18])، فتداخلت المعانی المتناقضة، ولم یعد للتقنیة إطار حاکم لتلک الفنون.

 

3- تنوع الخامات:

التطور التکنولوجی والاکتشافات العلمیة کان لهما أثر فی تنوع الخامات، لتنضم التکنولوجیا إلى الفنون والعلوم فی تنفیذ وإخراج العمل الفنی، والتی لم تعد فیه الخامات المستخدمة مجرد وسیط، بل أصبحت مؤثرًا رئیسیًّا فی الصیاغات التشکیلیة للعمل، رغم تراجع دور الخامة فی بعض الاتجاهات الفنیة فی فنون ما بعد الحداثة، لمصلحة فکرة العمل، حیث "تراجعت الخامة والتقنیة لتصبح عاملاً ثانویًّا، بل أصبحت الفکرة هی العنصر الأساسی داخل العمل الفنی"([19])، إلا أن الغنى والتنوع للخامات أثرى بعض المجالات الفنیة، فضلاً عن أن کثیر من الأعمال استخدمت أدوات مصنعة جاهزة ، ودخلت المستهلکات کخامات جدیدة لم تکن منتشرة بشکل واسع، کنوع من تکیف الفنان مع المجتمع، "ومن هذا المنطلق أبدع فنانو البوب أعمالهم، ولجأوا لثقافة الاستهلاک واستخدام مواد بیئیة"([20])، ففضلاً عن اللدائن والمصنوعات شارکت الخامات التقلیدیة فی الأعمال الفنیة، وکذلک منتجات البیئة ذاتها أصبحت الخامة الأساسیة فی فنون واتجاهات مثل فن الأرض والفن الفقیر والفنون البیئیة، وغیرها من الفنون التی تعتمد على البیئة ومعطیاتها، وعلیه کان للخامة دور کبیر فی تنوع الصیاغات التشکیلیة وتأثیرها على فنانی ما بعد الحداثة، إذ "هناک ارتباط وثیق الصلة بین إمکانات الخامة فی التشکیل، والتعبیر وخواصها الترکیبیة والتکوینیة، من ملمس ومظهر وصلابة ولیونة، کل ذلک یترتب علیة طبیعة کل خامة وما تحتویه من خواص وإمکانات یتفاعل معها الفنان"([21])، ونظرًا لکون الخامات فی فنون ما بعد الحداثة لیست جامدة، بل نابضة ومتحرکة، فقد ساهمت فی توجیه إبداع الفنانین، وذلک بدخول خامات غیر تقلیدیة،  مثالاً على ذلک اعتماد الفنان فی الفنون المفاهیمیة على عناصر کالضوء، وکذلک تم استخدام مدى واسع جدًّا من المواد والخامات غیر المألوفة، مثل العشب والجلید والتربة واللباد والأسمنت والأحجار والمطاط والشحم والفحم، حتى أن الفنان الجرافیتی کانت خاماته التی یستخدمها تعود إلى الملکیة العامة کالأسطح والحوائط.

ثالثًا: تصنیف بعض الصیاغات التشکیلیة لعنصر الحیوان فی فنون ما بعد الحداثة:

1-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على المفهوم الرمزی لشکل الحیوان:

تعتمد الصیاغة التشکیلیة فی هذا الاتجاه على صیاغة شکل الحیوان بأسلوب رمزی یحمل رؤیة نقدیة وتأملیة للعمل، حیث یجمع بین شکل الحیوان مع أشکال أخرى مستعارة من البیئة الواقعیة، ولکن بتمثیل ساخر، وغیر مألوف لطبیعة هذا الشکل فی حقیقته، ومن خلال هذا التمثیل المغایر لشکل الحیوان یتم إثارة المشاهد لتفسیر دلالة الرمز فی العمل.

 
   


شکل رقم (1)(*)  کلود لالان (Claude Lalane)، (Choupatte)، برونز (180.34 x 186.69 x 180.34) سم، حدیقه فرایز، لندن، إنجلترا، 2016م.

شکل رقم (2)(**) یونج هو جى ((Yong HO Ji، امرأة أسد (Lion Woman) ، إطارات سیارات، (76 x 48 x 120 ) سم، 2007م

 
 
   


 

 

 

2-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على الأسلوب التکنولوجى لشکل الحیوان:

تعتمد الصیاغة التشکیلیة فی هذا الاتجاه على شکل الحیوان بأسلوب معاصر متمثل فی کل من الخامات المستجدة والوسائط المستحدثة، لخلق نوع آخر من الفنون الاتصالیة التفاعلیة مع الجمهور، وتوظیف استخدام الوسائط التکنولوجیة داخل وخارج قاعات العرض، مثل فنون الضوء والحرکة والنحت السیبرانی ونحت الوسائط من استخدام الفیدیو والکمبیوتر.

 
   


شکل رقم (3) (*) الفیل الآسیوی (رأس متحرک) 4.3م x 5م طول، نسیج الباتیک، حدیقة حیوان تارونجا، سیدنی أسترالیا، 2016م.

شکل رقم (4) (**) شرکتا الصناعات الصلبة واستودیو ریوند، وحید القرن (إسقاط الضوء التفاعلی)، خشب، معرض روتردام، هولندا، 2011م.

 

3-   صیاغات تشکیلیة تعتمد على الرؤیة الواقعیة لشکل الحیوان:

تعتمد الصیاغة التشکیلیة فی هذا الاتجاه على صیاغة شکل الحیوان بأسلوب یطابق الواقع، فالعمل یستمد طبیعة کتلته العضویة من جسم الحیوان، والتی تتفق والصیغة البنائیة والتشریحیة لشکل الحیوان فی واقعه المادی، ویختلف الوضع الحرکی حسب أسلوب الفنان.

 

 

 
   


شکل رقم (5) (*)  ألثیا وین ((Althea Wynne، خیول، برونز، (ارتفاع 10 أقدام ویزن 4.5 طن)، مینستر کورت، لندن، إنجلترا، 1990م.

شکل رقم (6) (**)أرتورو دی مودیکا (Arturo Di Modica)، الثور، ٣٫٤م x ٤٫٩م، الوزن ٣٢٠٠ کیلو، برونز، وول ستریت، نیویورک، الولایات المتحدة الأمریکیة، ١٩٨٩م.

4-    صیاغات تشکیلیة تعتمد على المدلول الفلسفی لشکل الحیوان:

تعتمد الصیاغة التشکیلیة فی هذا الاتجاه على صیاغة شکل الحیوان بدافع فلسفی، وإمکانیة إدراکه، ولیس بالضرورة أن یظهر الحیوان فی صورته العضویة، ولکن یمکن أن یظهر فی صور متعددة تمثل من قریب أو بعید الشکل العضوی له فی الطبیعة، ولکن أسلوب الفنان الذی یستخدم فلسفته فی العمل له دور کبیر فی توظیف شکل الحیوان بما یتناسب والفلسفة التی یقدمها

من خلال العمل الفنی.

 

 
   


شکل رقم (7)(*) أندریه هاجدو، بالازس ماغاشیجی، إمری کریسجیان، (András Hajdu, Balázs Magashegyi, and Krisztián Imre.)  ذوبان البقرة، بلاستیک، میدان فوروسمارتی، مدینة بودابست المجر، 2006م.

 
   

شکل رقم (8)(**) بول دیبل (Paul Dibble)، برونز، من هو الخائف، مرکز المدینة للفنون الأدائیة للدراما، نوزیلندا، 2016م.

 

 

 

 

 

 

 

 

5- صیاغات تشکیلیة تعتمد على الدور الوظیفی لشکل االحیوان:

تعتمد الصیاغة التشکیلیة فی هذا الاتجاه على صیاغة شکل الحیوان بشکل وظیفی یمکن استخدامه والاستفادة منه فی جوانب حیاتیة ونفعیة للإنسان، وإلى جانب الاستخدام والنفعیة قد یکون لها جانب دعائی أو تسویقی، فیستغل الصیغة التشکیلیة کوسیلة إثارة بصریة.

 
   


شکل رقم (9)(*) مرکز المدینة وبیع الصوف، 2008م، مدینة تیرایو، نیوزیلاندا، تصویر فیلیب کابر.

 
   

شکل رقم (10)(**) ماکسیمو رییرا (Máximo Riera)، أریکة فرس النهر، (109 سم × 297 سم × 140 سم)، جلد مع فولاذ، الوزن90 کیلو، لندن، 2016م.

 

 

 

6-  صیاغات تشکیلیة تعتمد على البناء الترکیبی لشکل الحیوان:

 
   


تعتمد الصیاغة التشکیلیة فی هذا الاتجاه على صیاغة شکل الحیوان بطریقة تجمیعیة ترکیبیة، حیث یقوم الفنان بدمج عناصر مفردة بطریقة جدیدة، فی محاولة لتناسب العناصر معًا، وعمل خلق وموازنة لتلک العناصر، وذلک لتبدیل وتغییر المنظور بین هذه العناصر فی العمل الفنی.

 
   


شکل رقم (11)(*) جان لوک کورینک Jean Luc Cornec) )، هاتف الأغنام، متحف الاتصالات، المعادن والأسلاک والهواتف وکابلات الهاتف، فرانکفورتر، ألمانیا، 2006م.

 

شکل رقم (12)(**) ویلى فیرجنر (willy verginer) الجانب المظلم من الثور،خشب الزیزفون، أکریلک، (21 × 74 × 60) سم.

 

نتائج البحث:

1)     ظهرت مفاهیم جدیدة للعمل الفنی ذات إطار فکری بعیدًا عن الأسالیب التقلیدیة لبنیة العمل.

2)     تطویع الفنان لصیاغات تشکیلیة متنوعة بهدف تأکید قیمتها التشکیلیة المرتبطة بفکرة العمل.

3)     یمکن الاستفادة من البعد التکنولوجی فی الصیاغات التشکیلیة المختلفة للحیوان فی تشکیل أعمال فنیة مستحدثة عن المفهوم التقلیدی.

4)     الشکل الحیوانی یعطی تنوعًا بالصیاغات التشکیلیة، وهذا یساعد الفنان على تنویع الخامات للتأکید على خواصها وإمکاناتها.

التوصیات:

1)    ضرورة العمل على إیجاد وسائل للدمج ما بین الفن التشکیلی والوسائط التکنولوجیة.

2)    تنمیة المهارات العلمیة والتطبیقیة والعامة حتى تتواءم مع المستحدثات التکنولوجیة الجدیدة.

3)    تفعیل دور العلم والتکنولوجیا فی الکشف عن کل ما هو جدید فی المیادین العلمیة والتکنولوجیة وطرق الاستفادة منها.



المراجع:
أولاً الکتب العربیة:
1)    المعجم الوسیط: إصدار مجمع اللغة العربیة، مکتبة الشروق الدولیة، القاهرة، الطبعة 4، 2004م.
2)    معجم مصطلحات الفنون الجمیلة، دار الجمهوریة للصحافة، القاهرة، الطبعة الأولى، ٢٠١٦م.
3)    المعجم العربی الأساسی، المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم، توزیع لاروس، الکویت، 1989م.
4)    عفیف البهنسی: من الحداثة إلى ما بعد الحداثة فی الفن، دار الکتاب العربی، دمشق، 1997.
5)    محسن عطیة: الفنان والجمهور، دار الفکر العربی، القاهرة، 2001م.
6)    محسن  عطیة: مفاهیم فی الفن والجمال، منشأة المعارف، الطبعة الأولى، مصر، 1998م.
7)    محسن عطیة: نقد الفنون من الکلاسیکیة إلى عصر ما عبد الحداثة، منشأة المعارف، الإسکندریة، 2002.
ثانیًا الدوریات:
1)    سیدة محمود أحمد: أبعاد استخدام الوسائط التکنولوجیة الحدیثة فی أعمال النحت المیدانی المصری، المؤتمر العلمی الدولی لکلیة الفنون الجمیلة، مصر، 2008م.
2)    عادل علی عبدالعزیز شعت: الأبعاد الجمالیة لتکنولوجیا النحت البارز على الخامات لاستحداث صیاغات وتقنیات جدیدة فی النحت الحدیث، مجلة القراءة والمعرفة المحکمة، الجمعیة المصریة للقراءة والمعرفة، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، مصر2012.
3)    رفة شاکر حسن فراج: التکنولوجیا المعاصرة وفنون ما بعد الحداثة"، المؤتمر العلمی السادس، کلیة التربیة الفنیة، جامعة حلوان، 2016.
 
ثالثًا الرسائل العلمیة:
1)    أیمن الصدیق علی السمری: المفاهیم الفلسفیة والفنیة للحضارات القدیمة وارتباطها بفنون ما بعد الحداثة کمدخل للاستلهام فی التصویر، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة الفنیة، جامعة حلوان، 2009.
2)    أمنیة محمد علی نوار المصری: جمالیة الرمز فی فنون الحداثة وما بعد الحداثة، جامعة حلوان، کلیة التربیة الفنیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة 2004م.
3)    إیهاب مکرم یوسف عوض: تغیر أسالیب تناول مفهوم بنیة الشکل فی تصویر ما بعد الحداثة، جامعة حلوان، کلیة التربیة الفنیة، رسالة دکتوراه غیر منشورة، 2008م.
4)    محمد رضا محمد الصیاد: الصیاغات التشکیلیة للنحت البارز فی الفن الحدیث والإفادة منها فی التربیة الفنیة، جامعة حلوان، کلیة التربیة الفنیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، 2001م.
5)    حوریة السید مصطفى: القیم الجمالیة للتولیفیة فی فنون الحداثة وما بعد الحداثة فی مصر والعالم، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة الفنیة، جامعة حلوان، 2005.
6)    شیماء صابر سید طلبة: المفاهیم الفلسفیة والجمالیة لمختارات من فنون ما بعد الحداثة لاستحداث مشغولات فنیة معاصرة بالاستعانة بالکمبیوتر، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة النوعیة، جامعة عین شمس 2012.
 
 
رابعًا مواقع الإنترنت
1)       www.contemporist.com
2)       www.designboom.com
3)       www.en.wikipedia.org
4)       www.futlight.com
6)       www.jeanluc.cornec.de
8)       www.mymodernmet.com
9)       www.r2all.com